ما هو البرج الذي دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر برج مائل ؟!

تم استلهام شكل برج بوابة العاصمة من الأمواج والرياح والكثبان الرملية، حيث وضع المهندسون تصميما خارقا لـ برج بوابة العاصمة، فهو عبارة عن برج لولبي يرتفع عن الأرض بطول 160 متر مقسم إلى 35 طابق، مستوحى من رياح الصحراء الالتفافية ومن ارتطام الأمواج فوق الرمال، تم تخصيص الطوابق السفلية لتكون مكاتب تجارية، أما العلوية فهي عبارة عن فندق خمس نجوم.

هيكليا تم تشييد برج بوابة العاصمة بالاعتماد على التوزيع المكثف لأكثر من 400 ركيزة دعم فولاذية محفورة بعمق 30 متر تحت سطح الأرض وذلك لاستيعاب الجاذبية والرياح و القوى الزلزالية، فشكل برج بوابة العاصمة غريبا من نوعه ويظهر تحديا كبيرا أمام المهندسين وهو البرج الأول في العالم والذي تم تصميمه بهذا الشكل المنحني والذي تجاوز أربع مرات انحناء برج بيزا المائل.

قرر فريق التصميم أن يكون هيكل برج بوابة العاصمة نحيفا، ليترك مساحة أكبر للطوابق السفلية، ويتيح مجالا لفتح نوافذ بانورامية بالإضافة إلى إعطاء مجال أوسع للفضاءات الداخلية، ولكن الحفاظ على صمود كابيتال جيت هو تحدي هندسي كبير وليس هناك حل وحيد للتغلب على قوى الجاذبية، هذا الأمر بحاجة إلى سلسلة متكاملة من التقنيات المبتكرة.

تم تصميم الردهة الداخلية في برج بوابة العاصمة بشكل حر مع سقف زجاجي ديناميكي وعضوي يجلب الضوء الطبيعي لمسافة عميقة داخل البرج، وذلك استنادا إلى شبكة من زجاج LED الصلب والمضغوط والمثلث الشكل هذا التصميم عمل على الحد من التلوث الناجم عن الإضاءة الصناعية، بالإضافة إلى توفير الطاقة الكهربائية بنسبة كبيرة، لإعطاء بهو برج بوابة العاصمة عامل الإبهار قام المصممون بدفع التصميم إلى أقصى درجات الخطوط الحمراء، حيث تم بناء بركة ومطعم معلقين على ارتفاع 100 متر، لكن هذا يشكل مأزقاً هندسياً، حيث أن مياه البركة وحدها قد تزن أكثر من 150 طنا، وقد تم تجاوز ذلك باستخدام أوتار شد فولاذية.

حقق برج بوابة العاصمة نجاحا منقطع النظير وقد حصل على العديد من الجوائز العالمية كما أنه دخل موسوعة جينيس ليس لارتفاعه ولا لحجمه بل لشكله المائل البديع.

أبرز المشكلات التي واجهت المهندسين في تصميم كابيتال جيت

أولا- المشكلة الأساسية تكمن في أنه لم يتم بناء ناطحة سحاب بهذا الشكل من قبل، ولجعل تصميم كابيتال جيت المتحدي للجاذبية حقيقة يحتاج الأمر إلى هندسة استثنائية، سيبدأ التحدي في اليوم الأول عندما تحيد الطوابق العلوية إلى الجانب بحوالي 33 متراً عن القاعدة والتي ستشكل قوى هائلة تكاد أن تقتلع أساسات البناء من سطح الأرض.

الحل كان في إقامة أربعمائة دعامة إسمنتية تعمل بطريقتين مختلفتين، فعلى الجانب المائل ستعمل نصف هذه الدعامات على دفع قوى الميلان الجانبي نحو الأرض، بينما يعمل النصف الآخر على التثبيت عميقا في الأساسات، وهذا بدوره يقاوم قوى الجاذبية التي تحاول أن تقتلع المبنى من الأرض، وقد تم وضع بلاطة إسمنتية مدعمة بالفولاذ على القمة وذلك لتوزيع ثقل كابيتال جيت بشكل متوازن في هذه الدعامات.

ثانيا- بشكل عام تحتاج ناطحة سحاب تقليدية إلى نواة مركزية تجعلها قائمة، لكن منحنيات كابيتال جيت سوف تشقق هذه النواة مما تجعلها عرضة للسقوط، لذلك على المهندسين التخلي عن التفكير التقليدي واستنباط طريقة تقهر الجاذبية.

لذا طور المهندسون طريقتين خلاقتين لتنفيذ تصميم هيكل كابيتال جيت حيث يقوم الجزء الأول من خطتهم على بناء نواة فيها انحناء باتجاه معاكس لانحناء المبنى، وكلما صعد البناء فإن ثقله سوف يشد النواة لتصبح مستقيمة وذلك حسب تقنية تدعى ” التشكيل بالصعود” بطريقة هيدروليكية، في البداية تقام شبكة فولاذية كثيفة للتقوية ومن ثم يوضع قالب إسمنتي حول الفولاذ ليعطي الشكل النهائي، ولكن العملية الأهم تتلخص في وضع أسلاك فولاذية مشدودة داخل النواة يبلغ طول الواحد منها حوالي 20 متر لتثبيت القطع الخرسانية ببعضها البعض، بعد ذلك تملأ الشبكة بالخرسانة ثم يصعد القالب على جدار النواة لتبدأ العملية من جديد، ولمراعاة درجة الحرارة العالية في النهار كان يتم صب الإسمنت ليلا، لكي لا يجف الاسمنت سريعا ويتشقق.

في عام 2010 دخل برج كابيتال جيت موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية عن أكثر برج مائل في العالم، كما حصل في 2011 على جائزة سيتي سكيب دبي كأفضل مبنى تجاري في الشرق الأوسط.